يقول
ابن عطاء الله في حكمه: "رُبَّ عُمرٍ اتّسعت آماده، وقلت أمداده، ورب عُمر
قليلةٌ آمادُه، كثيرةٌ أمدادُه!. مَن بورك له في عمره، أدرك في يسر من الزمن
مِن مِنَن الله تعالى، ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة"!
ولشرح ذلك إليك على سبيل المثال
نذكر أن:
الإمام الشافعي رحمه الله عاش
أربعا وخمسين سنة ـ قمرية (150_ 204هـ) وخلف وراءه هذه الكنوز العلمية الجليلة
الأصيلة.
والإمام الغزالي رحمه الله عاش
خمسا وخمسين سنة (450_ 505هـ)، وترك للأمة هذه الثروة العلمية المتنوعة الهائلة.
والإمام النووي رحمه الله عاش
خمسا وأربعين سنة (631_ 676هـ) ترك فيها تراثا نفع الله به المسلمين كافة: في
الحديث وفي الفقه، من الأربعين النووية في الحديث إلى شرح مسلم، ومن المنهاج في
الفقه إلى روضة الطالبين والمجموع، وفي غيرها نجد له تهذيب الأسماء واللغات.
وغير ذلك كثيرون مثل: ابن العربي
والسرخسي وابن الجوزي وابن قدامة والقرافي وابن تيمية وابن القيم والشاطبي وابن
خلدون وابن حجر وابن الوزير وابن الهمام والسيوطي والدهلوي والشوكاني وغيرهم ـ
رحمهم الله ـ الذين ملأوا الأرض علما وفضلا.
ولكن للأسف.. إن فينا الآن من
من يموت قبل موته، وينتهي عمره وهو محسوب على الأحياء..
فاللهم يا محيي القلوب، ويا
باعث الموتى، هب لقلوبنا حياة، فإن دينك لا يحيا إلا في القلوب الحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق