عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ،
فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا
ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنِّي
إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ
الَّذِي بَاعَ الأَرْضَ إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا. قَالَ:
فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا
وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلامٌ. وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحِ
الْغُلامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ،
وَتَصَدَّقَا". رواه البخاري ومسلم.
أيها الأكارم: هل رأيتم في دنيانا من يذهب المرءُ إلى القاضي ليحكمَ في القضية لأخيه لا له، وفى المقابل يأتي أخوه إلى القاضي نفسه لا ليدفع عن نفسه تهمة، وإنما ليدفع حقه لأخيه عن طيب خاطر، ورضا نفس..
في دُنيانا مشهدٌ غير هذا مألوف، وموقف معتاد يتكرّر يوميّا، ما أعظم الفرق بيننا وبين هؤلاء! ما أعظم الفرق بين قوم يرون الحرام عياناً فيتجرؤون عليه ويأكلونه لا يبالون من أين أخذوا المال، أمن حلال أم من حرام، فالحلال ما حل بأيديهم، والطريقة المباحة للكسب ما أملته عليهم أهواؤهم وشهواتهم سواء وافق ما في كتاب الله وسنة رسوله أم خالفه!!..
لكن في قصتنا العجب كلّ العجب، أن ينشأ الخلاف ويحتدم النقاش بين رجلين، حتى تتعالى أصواتهما، ويترافعا عند القاضي، ليقول كلّ واحد منهما: "إن خصمي هو صاحب الحقّ، وإنه يريد أن يعطيني ما ليس لي" فحقّ للعقل حينها أن تعصف به الحيرة وتأخذه الدهشة.
ولكن تأمل معي أخي.. لقد كانت البدايةُ مجردَ بيعة يفترقُ
بعدها البيّعان، وينتهى الأمر عند هذا الحد، ولكن لأن كلاً من البائع والمشترى
أمين وعفيف، فقد تمت البيعة وقد اْلتَأَمَ الشملُ فإذا البيتان بيتٌ واحدٌ، وإذا
الأسرتان أسرةٌ واحدة، ويُسدلُ الستار على صورة من الفرح والعرس الجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق