على كثير من الساسة والقادة وصناع الرأي في العالم الإسلامي، أن يرجعوا إلى طاولات الدراسة ليقرأوا من جديد على الأقل معلقة: داعية السلام (الشاعر زهير بن ابي سلمى)
وخاصة هذه الأبيات التي يصور فيها الحرب بصورة منفرة، والتي أنشأها بسبب الحرب التي دارت بين قبيلتي عبس وذبيان، حينما تراهنا على تسابق فرسين، أحدهما يسمى داحس، والآخر الغبراء، وأن للسابق منهما عشرين بعيراً جائزة. فسبقت الغبراء، لكن أصحاب داحس اعترضوها، فسبقها داحس، ولما علم أصحاب الغبراء بما حدث ثارت الحرب بينهما، حتى تدخل هرم بن سنان والحارث بن عوف، فأصلحا بيب القبيلتين، وتحملا ديات القتلى. فأنشأ زهير هذه القصيدة (المعلقة يمدح فيها هذين الرجلين ويدعو إلى السلام ونبذ الحرب).
واختبارهم يكون في هذه الأبيات من القصيدة:
وما الحربُ إلا ما علمتُم وذقتُمُ وما هو عنها بالحديثِ المرجَّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميــمةً وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضْرَمِ
فتَعرُكْكم عَرْكَ الرَحى بثِفالها وتلقــــحْ كِشافاً ثم تُنتِجْ فتُتْئمِ
فتُنــتج لكـم غلـمانَ أشأمَ كلُّـهم كأحمرِ عادٍ ثم تُرضعْ فتَفطِمِ
فتـُـغلِلْ لكـــم ما لا تُـغلَّ لأهـلِهــا قرَىً بالعرِاق من قَفيزٍ ودرهمِ
وللمساعدة
نقول:
هو في البيت الأول: يذكر بأذى الحرب وشرورها، وهم أعلم الناس بها لأنهم عايشوها حقيقة ولمدة طويلة، فعرفوها معرفة يقينية، فأنتم تعلمون أن الذي أصف به الحرب ليس من ضروب الظن وإنما هي حقيقة أذكركم بها.
وفي البيت الثاني: ينفر من الحرب، لأنها شرّ كلها في أولها وآخرها، ومتى ما أوقدت نارها سرعان ما تقضي على كل شيء، وتزداد اشتعالا ًفتعود بوجهها القبيح الشائن ويصعب تلافيها، فامنعوها بالتمسك بالسلم.
وفي البيت الثالث: يبين أن ما تفعله الحرب بالناس، هو ما تفعله الرحى بالحبوب وبقطعة الجلد تحتها، كما أن شرورها لا تنقطع، وإنما تتابع وتتوالد آثارها مثل تلك الناقة الشؤم التي تحمل في كل عام ولا تلد ما ينفع .
وفي البيت الرابع: يذكر بأن الأجيال التي تولد في جو الحرب تكون غير سويّة، فهي لا تجلب خيرا، لأنها تعودت على القتل والثأر، ويكون هؤلاء الأبناء مثل الرجل الذي عقر ناقة ثمود فجلب العقاب على الجماعة كلها.
وفي البيت الخامس: يرسم الصورة المنفرة للحرب، ويذكرهم بأن ما يأتيهم من مضار الحرب وأذاها، أكثر مما يناله أهل العراق من الخيرات والغلال التي عرفت بها أراضيهم الخصيبة.
ولمعرفة مدى استيعاب هؤلاء القادة والساسة، وقدرتهم التذوقية بفضائل السلم والدعوة إلى نبذ الحروب والفتن، يفضل ان تكون الإختبارات من خلال واقعنا الذي أصبحت الحروب سمة من سماته كالعصر الجاهلي، ولكن في غياب أمثال هرم بن سنان والحارث بن عوف.
هو في البيت الأول: يذكر بأذى الحرب وشرورها، وهم أعلم الناس بها لأنهم عايشوها حقيقة ولمدة طويلة، فعرفوها معرفة يقينية، فأنتم تعلمون أن الذي أصف به الحرب ليس من ضروب الظن وإنما هي حقيقة أذكركم بها.
وفي البيت الثاني: ينفر من الحرب، لأنها شرّ كلها في أولها وآخرها، ومتى ما أوقدت نارها سرعان ما تقضي على كل شيء، وتزداد اشتعالا ًفتعود بوجهها القبيح الشائن ويصعب تلافيها، فامنعوها بالتمسك بالسلم.
وفي البيت الثالث: يبين أن ما تفعله الحرب بالناس، هو ما تفعله الرحى بالحبوب وبقطعة الجلد تحتها، كما أن شرورها لا تنقطع، وإنما تتابع وتتوالد آثارها مثل تلك الناقة الشؤم التي تحمل في كل عام ولا تلد ما ينفع .
وفي البيت الرابع: يذكر بأن الأجيال التي تولد في جو الحرب تكون غير سويّة، فهي لا تجلب خيرا، لأنها تعودت على القتل والثأر، ويكون هؤلاء الأبناء مثل الرجل الذي عقر ناقة ثمود فجلب العقاب على الجماعة كلها.
وفي البيت الخامس: يرسم الصورة المنفرة للحرب، ويذكرهم بأن ما يأتيهم من مضار الحرب وأذاها، أكثر مما يناله أهل العراق من الخيرات والغلال التي عرفت بها أراضيهم الخصيبة.
ولمعرفة مدى استيعاب هؤلاء القادة والساسة، وقدرتهم التذوقية بفضائل السلم والدعوة إلى نبذ الحروب والفتن، يفضل ان تكون الإختبارات من خلال واقعنا الذي أصبحت الحروب سمة من سماته كالعصر الجاهلي، ولكن في غياب أمثال هرم بن سنان والحارث بن عوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق