الأربعاء، 23 يناير 2013

..وتأتي هذه الذكرى وقومي



مــن أينَ أبدأ ُوالحديثُ غــرامُ؟.. فالشعرُ يقصرُ والكلامُ كلامُ
مـن أينَ أبدأ ُفي مديح ِمحمـــدٍ؟.. لا الشعرُ ينصفهُ ولا الأقلامُ

   في هذا الربيع، ربيع المولد النبوي الكريم، تتجاوب أغاريد الشعر، وتتفتح أزهار الفكر، حافلة بالثناء والتمجيد بمزايا خاتم المرسلين، وليس في استطاعة الواصف- وإن ملك أسباب البيان– وليس في إمكان الخاطب– وإن وهب أسرار البلاغة– أن يحصي شمائل هذا النبي العظيم، أو يحصر خصاله، أو يحدّد آثاره .
فإن فضل رسول الله ليس له حدّ فيعرب عنه ناطق بفم
فمبلغ العــلم فيه أنه بــشـر وأنــــه خير خلق الله كلـــهم
وتأتي هذه الذكرى وقومي:

مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ" "ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ
رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ" "وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ
ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها" "ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ

     نعم.. في خِضِّم هذه الأحداث الجسام التي تحاصر أمتنا اليوم في أكثر من مكان، تأتي هذه الذكرى العطرة، ذكرى مولد خاتم الرسل والأنبياء، نبي هذه الأمة وهاديها ومرشدها وقائدها. تأتي لتضيء لنا الدّرب وسط ظلمات العصر، ولتعيد الثقة للقلوب الواجفة .
      إن هذه الذكرى إنما تستثير فينا نخوة الإسلام، وإن قائدنا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، يرسم لنا الطريق بقوله: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". رواه مسلم عن النعمان بن بشير .
   
    والجسد الإسلامي اليوم مثخن بالجراح، وأطرافه تئن تحت وطأة الظلم، يعاني فواجع ومواجع، ويعايش نكباتٍ وإحباطات، وذلك أمرٌ يشرَحُه الحالُ بأبلغ من كلِّ مقال. ولا خلاص إلا بالتمسك بديننا، والتأسي برسولنا، ونبذ الفرقة بين صفوفنا. ولا بد من تفقّد قلوبنا وتفقّد علاقتنا بمولانا، لا بد أن نرضي مولانا عز وجل. وعبثًا نحاول أن نصلح أحوالنا إذا نسينا هذا القانون الإلهي أو تجاهلناه، فسنن الله سبحانه لا تتغير ولا تتبدل، (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا)  [الأحزاب: 62].

  ألا  أيها الأكارم: فاجعلوا من ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عزما وعهدا على أن تسعوا جاهدين ما وسعكم الجهد، لتطبقوا شرع الله الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تسلكوا الطريق المستقيم الذي لا حياة سعيدة للأمة الإسلامية إلا بسلوكه .

يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها = وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ
سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ = تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ
رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ = أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ
فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا = وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ = فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق