
نعيش اليوم انفتاح عالمي وثورة معلوماتية وتقنيات حديثة، وأهمها الشبكة
العنكبوتية (الإنترنت)، التي تقدم لكثيرٍ من الناس منافع كثيرة، من تيسير
في التعاملات، وتحصيل العلوم النافعة، والانتفاع بالأبحاث المفيدة، والاطلاع على أخبار العالم، وغير ذلك من أمور الخير .
إلا أنه وعلى الجانب الآخر نجد أن تلك الشبكة العنكبوتية ـ وهي كاسمها ـ
عادت على الكثير من أبناء الأمة الإسلامية بالشر العظيم جرّاء سوء
استعمالها.
نعم, وللأسف إن كثيرا من شبابنا وفتياتنا يستخدمونها
في الشر والفساد، فكثيرٌ من المواقع على شبكة الإنترنت أصبحت تروِّج للمجون
والخلاعة، وأصبحت تزحف علينا بشر وبلاء متزايدَيْن يوما بعد يوم.. ونحن في
غفلة ساهون.
إن شبكة الإنترنت تُعرّض كثيرا من أبنائنا لمخاطر
جسيمة وضياع عظيم. فهي تعرضهم إلى أضرار أهمها: ضياع الأوقات، والتعرف على
صحبة السوء، وإشاعة الخمول والكسل واللامبالاة والكسل عن الصلاة وضعف
الاهتمام بها، التقليد الأعمى للغرب، ومن ثَم تدمير الأخلاق ونشر الرذائل، ـ
حتى يصلون ـ عياذا بالله ـ إلى الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد والتشكيك
فيها.
ألا وإنّ دولا غير مسلمة بل غير متدينة أصبحت تستشعر هذا
الخطر، وأخذت تطالب بتهذيب الإنترنت وتوجيهه لما ينفع الناس، فما بال بعض
الآباء منا يستخف بالأخطار التي في الإنترنت، فيتركون لأبنائهم وفتياتهم
الأغرار الحرية التامة مع عدم وعي بخطر مثل هذه الآلات، ويطلقون لهم
العِنان بلا حسيب ولا رقيب؟.
أليس من واجبنا ـ نحن كمسلمين ـ
أفرادًا وجماعات آباء ومربين ومعلمين ومسؤولين أن نعمل جاهدين لدرء هذه
المفاسد، قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ
ثُمَّ لا تُنصَرُونَ}. (هود:113).
هذا ما ارتأيت أن أقول،
والموضوع للإثراء والمناقشة. وأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يحفظ المسلمين
من كل شر، وأن يوفقهم لكل خير، وأن يأخذ بأيدي شبابنا وبناتنا إلى الحق،
ويهدينا وإياهم إلى الصراط المستقيم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق