قال محمد بن بِشر المكي: كنا يوماً
ماضين مع علي بن الفضيل، فمررنا بمجلس بني الحارث المخزومي، ومعلمٌ يعلم الصبيان،
قال: ويقرأ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}. فشهق ابن الفضيل شهقة خرَّ مغشياً عليه. فجاء الفضيل،
فقال
بأبي قتيل القرآن!. ثم حُمل.
فحدثني بعض من حمله، أن الفضيل أخبره أن علياً ابنه لم يصلِّ ذلك اليوم الظهر ولا
العصر، ولا المغرب ولا العشاء، فلما كان في جوف الليل أفاق.
وقال أبو بكر بن عياش: صليت خلف فضيل
بن عياض صلاة المغرب، وإلى جانبي عليٌّ ابنه، فقرأ الفضيل: {أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ} فلما بلغ: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}. سقط عليٌ مغشياً عليه، وبقى الفضيل لا يقدر
يجاوز الآية، ثم صلى بنا صلاة خائفٍ. قال: ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف
الليل.
وأخيرا...
إليكم هذه القصة والتي قرأتها منذ سنوات. وأعتقد أن الإمام ابن رجب عليه رحمة الله رواها في كتابه (التخويف من النار).
كان أبو علي الفضيل بن عياض يصلي
بالمسلمين، فإذا أراد أن يسوي الصفوف، يقول: استووا، وينظر في
الصفوف هل ابنه (عَلِيٌّ) موجود أو لا ؟.
لماذا؟.
إذا كان (عَلِيّ) موجوداً, يحاول الفضيل، ألا يقرأ بآيات عن يوم القيامة
والوعد والوعيد وما فيه.
سَوَّى الفضيل بن عياض الصفوف، ونظر فإذا علي ابنه غير موجود، فكبر وقرأ من سورة الأنعام، وجاء عليّ والفضيل لا يدري .
وقرأ الفضيل قوله تعالى: {وَلَوْ
تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ
نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا..}. الأنعام27 .
فسقط عليّ على الأرض، وبعد الصلاة ظنوا أن عليّا كعادته أغمى عليه .... ولكن عليا بن الفضيل بن عياض، قد فارق الحياة ...
فسقط عليّ على الأرض، وبعد الصلاة ظنوا أن عليّا كعادته أغمى عليه .... ولكن عليا بن الفضيل بن عياض، قد فارق الحياة ...
مَن قتله؟.
قتله سماع قول الله تعالى: {وَلَوْ
تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ
نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
هذا هو القرآن .. وهكذا يصنع بأهل
الإيمان!.. فأين نحن؟.. أين نحن؟.
اللهم اجعلنــا من عبادك اللذين اذا
ذكروا بآ يــاتك لم يخروا عليها صما وعميانا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق