السبت، 16 فبراير 2013

سنشُدُّ عَضُدَك بأخيك




  إِنّ أَعباء الحياة جسام، لا يستطيع الاِنسان وحده تحمّلها ومواجهتها، فلو أَنَّه كان طيِّب العشرة لوجد من إِخوانه عوناً وحفظا وصونا، وبذلك يخفّ الحِمل الثقيل. فالمرء بإخوانه كثير وبنفسه قليل. فالأَخ هو لأَخيه عضد وساعد، وهو له خير معين ومساعد.

   عند ما أمر الله عزَّ وجل موسى -عليه السلام- أَن يذهب إِلى فرعون ليبلّغه ما أُرسل به؛ شعر موسى -علَيه السّلام- أنَّه وحده أَضعف من أَن يوضّح فحوى الرسالة كاملة، فطلب من  ربّه أَن يعينه بأَخيه هارون.
قال الله سبحانه على لسان موسى -عليه السّلام-: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ".
  أجاب الله دعاءه وحقَق له رجاءه، قال تعالى: "قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُون".
وهكذا يشد الأَخ عضُد أَخيه؛ فيتحقَّق الهدف والمراد، حسب ما شاء الله وأَراد. قال الله عزَّ وجل: "قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى".

 إنّ اللّبنة في البنيان تشدّه وتقوّي فيه الأَركان، كذلك الأَخ لأَخيه يعينه ويقَوّيه، ويصونه ويحميه، يقول الرّسول- صلى الله عليه وسلم-: (المُؤمِنُ لِلْمُؤمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).

اللهم إنا نسألك العون والتوفيق في الأمور كلها، ونسألك اللهم العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ونسألك ربناالسلامة من حقوق خلقك، والإعانة على أداء حقك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق