الجمعة، 8 فبراير 2013

:أيها الأزواج اعلموا



     أنّ الزوجين شريكان لا غريمان، ما كان في مصلحة الزوج فهو في مصلحة الزوجة، وما كان في مصلحة الزوجة فهو في مصلحة الزوج، ومن بعدهما مصلحة الأُسرة والأقارب والمُجتمع، فتعاوُنهما تبادُلٌ للمصالح بينهما، ولا مانع أن يختلفا في تقدير المصلحة ورُجحان رأيٍ على آخر عن تشاوُرٍ منهما وتراضٍ.
   لكن يجبُ أن لا يختلِفا على المصلحة العُليا وتقديرها وتقديمها، إنها الاحترامُ المُتبادَل، والمُحافَظةُ على تماسُك الأسرة، والتوافُق والتضحيةُ من الجانبين، والتنازُل المُتبادَل عن بعض المطالبِ الشخصية في الحياة الأُسرية.  

   نعم.. ففي الأسرة عتاب ومودة، وسخط ورضا..
  لكن الزوج يرفعه الأدب، ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها، ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ، ويتجاوز عن الزلل، والمرأة خلقت من ضلع أعوج. وبمداراتها، والصبر على ما يكرهه منها، تستقيم الأمور، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً". متفق عليه.

  والزوجة الحاذقة تجعل قلبها لزوجها سكناً، وتجعل في نفسها له طمأنينة، وفي حديثها معه ابتهاجاً وزينة، تصحبه بالقناعة، وطِيب المعاشرة بحسن السمع والطاعة في غير معصية، تعترف بجميل الزوج وفضله، وتقوم بحقوقه، تؤمن بعلوِّ منزلته وعظيم مكانته، يقول عليه الصلاة والسلام: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها". يقول شيخ الإسلام -رحمه الله: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج".

   أيها الأزواج: إن الإدارة الحكيمة، والنظرَ الواعي للمصالح وتقديرها، واليقين أن المُستهدَف هو مصلحةُ الجميع؛ فالرِّبحُ للجميع، والخسارةُ على الجميع.
  فالسعادةُ: ليست في وَفرة المال، ولا علوِّ الجاه، ولا غلَبَة واحدٍ على الآخر، ولكنها بالإيمان، وصفاء النفس، وراحة الضمير، والبُعد عن النفعية الشخصية البَحتة، والأنانية القاتِلة، وابتِغاء رضا الله، ثم صلاح الأُسَر..  

وفقكما الله ..وهداني وإياكما إلى الرشاد، وأستغفر الله لي ولكما ولجميع المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق