لا ينال الإنسان المعالي
إلا بالمشقة، ولولا هذه المشقة التي على الإنسان أن يجتهد كي يصل إلى ما يريد، لكان
كل الناس أسيادا وأبطالا.. فلا مجد دون تعب.. فكثير من الناس لا يستطيعون دفع
ثمن العظمة الباهض، الذي لا يشترى إلا بالجهد والدم والعرق..
وصدق المتنبي يوم أن قال:
لَوْلا
المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ.. ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ
قد بيّن ـ رحمه الله ـ
بهذا البيت النديّ: أن الإنسان لا يسود، ولا يأخذ المناصب العليا بكلّ سهولة، أي: لولا أنّ في السيادة
مشقة، لصار الناس كلهم سادةً، ثم ذكر مشقتها، فقال: من جاد افتقر، ومن أقدم في
الحرب قتل، ولا سيادة دون الجود والشجاعة.
نعم .. إن النجاح قطرات
من من الآهات والزفرات والعرق والجهد، والفشل زخات من الإحباط والنوم والتسويف .فالحياة لا
تعترف بالخاملين الكسالى.. والدهر لا يصفّق للفاشلين.. و"المؤمن القوي خير وأحبُّ
إلى الله من المؤمن الضعيف"..
فيا من يريد تحقيق مناه، الأمنية وحدها لا تكفي لتحقيق
الحاجات والمطالب، بل لا بدّ من بذل السبب، وما نيل المطالب بالكسل والتمنِّي، فكم من وقت
يضيع بين الأحلام والأماني.
ألا فشدُّوا العزائم،
وعُوا وتَفقهوا ما ينتظركم، وأعدوا أنفسكم إعدادًا كاملاً؛ علمًا، وتربية،
وتَخطيطًا، وتنظيمًا، لِمُواجهة عوائق الطريق، وكثرة المثبِّطين... والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق