الأحد، 10 فبراير 2013

:وقفــة مع آيــــة

   قال تعالى: "وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)". سورة الحجرات
   إنّ الحديث عن الفئتين المقتتلتين، إنما جاء بصيغة التثنية، ثم الجمع، ثم التثنية، ذلك أن سبب الإقتتال يكون عادة الإختلاف بين فريقين، لكل منهما خصائصه وميزاته، والصلح يكون بين قيادتي الفريقين، بينما ذات الإقتتال يكون بين أتباعهما، فقد يكون المقاتلون ضحية مؤامرة قيادتهم، وزجّهم في معركة لا مصلحة لهم فيها، بينما القيادة عند الفريقين مسؤولة عن الحرب، كما هي مطالبة بالصلح .ثم إن القرآن هنا لم يحدثنا عن قوانين الصلح، أو عن الصلح الذي يقوم على العدالة، لأن تحقيقه في حالة الاقتتال قد يكاد يكون مستحيلا، إنما طلب من الجميع العمل من أجل الصلح .
  وأخيرا.. ها أنت تقرأ في بداية الآيتين: أن الأوامر والقوانين إنما تجد طريقها إلى التنفيذ  يإيجاد أرضية القبول في نفوس المخاطبين، والخطاب بعبارة : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ" يعطي شخصية للمخاطب ويبيّن علاقته بالله تعالى، تلك العلاقة المطلوبة في مجال القيام بالعمل، وتنفيذ الأوامر الإلهيّة وتشعره بالإلتزام أمام الله سبحانه وتعالى.
   وتقرأ في خاتمتيهما: التعقيب على هذه الدعوة وهذا الحكم باستجاشة قلوب الذين آمنو، واستحياء الرابطة الوثيقة بينهم، والتي جمعتهم بعد تفرّق، وألّفت بينهم بعد خصام، بالتقوى عمومًا، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله الرحمة، فقال: "لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". وإذا حصلت الرحمة، حصل خير الدنيا والآخرة، ودلّ ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين، من أعظم حواجب الرحمة.
   فكن – أخي  – ساعياً للإصلاح، فلعلك أن توفّق وتردأ الصدع، وتحقّق المودة بين الأمة، فتفوز بالرحمة.
   أسأل الله تعالى أن يهديني وإياك صراطه المستقيم، وأن يجعلنا هداة مهتدين، صالحين مصلحين، لا ضالين ولا مضلين، إنه جواد كريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق