الأربعاء، 20 فبراير 2013

ما أكثر الموتى بهذا المقياس



  إنّ للقلوب موتا دونه موت الأبدان، بل إنّ القلوب إذا ماتت لم يبق أيّ خير في الأبدان. والقرآن الكريم يشير إلى موت القلوب، إذ يقول: "إنما يستجيب الذين يسمعون، والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون". ويقول أيضا: "لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين".
 ليس المراد من الموتى في الآية الأولى، غير موتى القلوب.. كما أنه ليس المراد من قوله: "من كان حيا" في الآية الثانية غير حي القلب.

  وهذا طبيب من أطباء القلوب، يفحص قلوب الناس فيجدها قد ماتت، ثم يبحث عن أسباب موتها فيجدها عشرة، لنستمع إليه وهو يجيب من سأله:

   يا إبراهيم ـ ابن أدهم ـ ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا، وقد قال الله تعالى: "ادعوني أستجب لكم"؟.
  فقال: لأن قلوبكم ميتة. قيل: وما أماتها؟ قال: عشر خصال:

"عرفتم حق الله ولم تقوموا به، وقرأتم القرآن ولم تعملوا بحدوده، وقلتم نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته، وقلتم نخشى الموت، ولم تستعدوا له، وقد قال الله تعالى: "إن الشيطان لكم عدو"، فواطأتموه على المعاصي، وقلتم نخاف النار، وأحرقتم أبدانكم فيها، وقلتم نحب الجنة، ولم تعملوا لها، وأكلتم نعمة الله، ولم تؤدوا شكره، ودفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بهم، وإذا قمتم من فرشكم، رميتم عيوبكم وراء ظهوركم، وافترشتم عيوب الناس أمامكم، فأسخطتم ربكم، فكيف يستجيب لكم؟".

  ألا ما أكثر الموتى بهذا المقياس، وإن كانوا يتحركون، ويتحدثون، ويأكلون، ويشربون، ويضحكون... لكنهم موتى، يمارسون الحياة.. بلا حياة..

مَن منا يستطيع آن يقول إن هذه الخصال التي ذكرها الرجل الزاهد العابد القانت ابن الأدهم رحمه الله، ليست موجودة فينا؟.

فاللهم يا محيي القلوب ويا باعث الموتى هب لقلوبنا حياة، فإن دينك لا يحيى إلا في القلوب الحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق