روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: "أربع آيات من سورة النساء، خير لهذه الأمة من الدنيا وما فيها.
قول الله عز وجل: "إن الله لا يغفر أن يشرك
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء". وقوله تعالى: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
وقوله تعالى: "إن
تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم من سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما".
وقوله تعالى: "ومن
يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
فيا
رعاكم الله:
أترون إلى هذا الحد يحب الله أن يكون غفورا، وأن
يكون توابا شكورا. لماذا؟.
أهو يشبع بذلك حاجة في نفسه؟ حاشاه !.
فهو الغني الحميد، وهو الكبير المتعال. إنما يشبع حاجات في أنفس عباده حين يخبرهم
أن كل أبوابه مفتحة لهم حين يرجعون، وكل رحمته سابغة عليهم حين يطلبون، فإذا
أقلقهم الخوف من عدله، طمأنهم الرجاء في فضله، لا يأسٌ ولا قنوطٌ أبدا مهما تكثر
الذنوب وتعظم الخطايا. فإن التوبة الصادقة لا تهب التائب عفو الله و حسب، بل تهبه
حبه أيضا. "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين".
فيا
أيها التائهون:
هذه دعوة الله إليكم، حتى لا يتسرّب اليأس والقنوط إلى قلوبكم ـ
وهو محرم عليكم ـ وحتى لا يحول بينكم وبين خالقكم ذنب وإن عظم. فهو سبحانه القائل:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر
الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم". فما أرحمه بعباده المذنبين! وما أحلمه
من رب كريم!.
وبعد: هذا داعي الله فأجيبوه ، وهذا باب الله فلجوه،
فإنكم مهما رجعتم إليه لا تطردوا، ومهما قصدتم إليه تقبلوا وتكرموا.
اللهم
كما فتحت بابك، فوفقنا إليه، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق