الأربعاء، 1 يناير 2014

فتاوى على الهواء

  
    أئمة ودعاة ومفتون دخلوا بيوتنا طوعا أو كرها، وفي أحيان كثيرة تتباين أحاديثهم وأجوبة فتاويهم نظرا لاختلاف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية. والطامة الكبرى أن تختلف الفتوى لاعتبارات مذهبية وسياسية مرتبطة بالقناة.  

    نعم.. لقد نشطت سوق الفتاوى على الهواء، وحققت مكاسب للفضائيات والمفتي، فضلا عن النجومية والشهرة والإستحواذ على الجماهير.  
     ومع اشتداد الطلب المجتمعي على الفتاوى برزت ظاهرة التنافس المحموم بين الفضائيات للإستحواذ على نجوم الإفتاء ضمانا لجمهور أوسع وإعلانات تجارية أكثر.  
    لكن العامي الذي يشاهد هذه الفضائيات لا يعرف أن ثمّة مذاهب ومدارس فقهية أخرى، وأن الحكم الشرعي قد يختلف من مدرسة إلى أخرى..  
    والإفتاء على الهواء مباشرة قد لا يجعل لدى المفتي الوقت اللازم لدراسة المسألة التي هو بصدد الإفتاء فيها، ومراجعة الأدلة الشرعية والظروف المحيطة ببيئة المستفتي.  

    ومما يؤلم في هذا أن الداعية أو المفتي يحاول إقناع مستمعيه بأن علمه وقوله مأخوذ من الكتاب والسنة، وأن ما يقوله غيره باطل ومردود، مما يجعل هذا العامي يقع في حيرة واضطراب.   
    لذا أقول وأأكد أنه لا بد من مراعاة المرجعية الفقهية للسائل، ولست هنا أدعو إلى التعصب المقيت، او إنكار الآراء الفقهية الأخرى. 

   وإنما أدعو إلى المحافظة على وحدة المسلمين، وخاصة في مجال العبادات، فإن أخطر ما قد يستعمل لضرب المسلمين بعضهم ببعض هذه الفتاوى المتضاربة، والتي تؤول بدورها إلى نشوء جماعات وفرق تكون أداة لزعزعة البنيان وهدم المجتمع.   

    هذا ما قلت، فإن صوابا فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي، وأستغفر الله، وهو سبحانه من وراء القصد، وهو بهدي السبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق