عند ما دخل
اليمنيّون في دين الله أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم معلمين، وكان من بينهم
علي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، ووبر بن يحنس، وغيرهم رضي الله
عنهم أجمعين.
ولقد أمر صلى
الله عليه وسلم وَبَرَ بن يحنس الخزاعي أن يبني لهم مسجدا.. قال الحافظ الرازي في
كتابه: (تاريخ صنعاء).
"إن
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر وبر بن يحنس الأنصاري حين أرسله إلى صنعاء
واليا عليها فقال:
"أدعهم
إلى الإيمان فإن هم أطاعوا لك به، فاشرع لهم الصلاة، فإن هم أطاعوا لك فامر ببناء المسجد
لهم في بستان باذان، من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له
ضين".
وروى الطبراني
في المعجم الأوسط، فقال: قال وبر بن يحنس الخزاعي، قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله على يمين جبل يقال له ضين".
هل تعلمون
أيها الإخوة الكرام: أن المسافة بين جبل ضين وصنعاء حوالي 30 كلم، وبين صنعاء ومكة
حوالي 815 كلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزر اليمن، ولا رآى جبل ضين، ولا
شاهد يستان باذان. ولكنه سبق برنامج (جوجل ارث_ google earth ).
نعم.. قبل
أربعة عشر قرنا حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداثيات مسجد صنعاء .
حدد موقع
المسجد ومكانه، وحدد الزاوية الصحيحة بالنسبة لمكة، كما حدد القبلة الدقيقة للكعبة.
ـ حدد المكان
والموضع بقوله صلى الله عليه وسلم: "فأمر ببناء مسجد لهم في بستان باذان من
الصخرة التي في أصل غمدان".
ـ وحدد زاوية
ميل صنعاء من جبل ضين والكعبة بقوله: "فاجعله على يمين جبل يقال له ضين".
ـ وحدد الجهة
الدقيقة للكعبة باستعمال معلم واضح لأهل صنعاء هو جبل ضين.
وجاءت
البرامج والطائرات والأقمار الصناعية، وقدمت لنا صورة حقيقية للأماكن الثلاثة، والنتيجة
خط مستقيم من المسجد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه مارّاً بقِمّة جبل
ضين، ليصل إلى مكة أولا، ثم يستقر في جدار الكعبة متوسطا ما بين الركن والحجر
الأسود..
وبعد، فليس
في مقدور بشر في عصره، وحتى بعد عصره أن يرسم خطا مستقيما بين مدينتين متباعدتين، إلا
إذا توفّرت له البرامج والخرائط المأخوذة بالأقمار الصناعية والطائرات. ولكنه صلى
الله عليه وسلم وقبل ألف وأربعمئة عام فعل ذلك.
إنه
الوحي والعلم الإلهي، وصدق الله القائل: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ
يوحى".
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول
الله، صلى الله عليه وسلم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق