الأربعاء، 26 يونيو 2013

قل للأحبة في الأعناق ذكراكم



 قد يعاتبني بعضكم، ويفندني بعض آخر، ولكن عذري فيما أقول: رجاء أن يحسن لنا من بعدنا..

 أيها الأحبة: هل تعلمون أن بعض الأسماء كانت معنا في الفايس بوك ـ أصدقاءـ لنا  هم من أفناء الناس ونوازع القبائل، كنا نطمئن إليهم ونرتاح معهم،  يشاركوننا أفراحنا وأقراحنا، كان غيابهم يحزننا لأوقات قصيرة، وكانت مودتهم أقرب القرب وإن تباعدت الأجسام.. كنا نجد بهم ومعهم ألقًا في الجوارح وسعادةً في الروح، وبهجةً تغدو في الحنايا ولا تروح..

 وكان ميزاننا في ذلك كله، قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان". رواه أبو داود:4681 .

ولكن للأسف.. سقطت أسماؤهم من الفايس بوك، رحلوا بدون إذن، وتركوا في الصدر أماني يذبحها الغياب ..  

 قل للأحبة في الاعماق ذِكرَاكُمْ ..ويمضي الزمان ونبض القلب يهواكُمْ
جاءت رسائلنا تترى لتلقاكُمْ .. لا خيرَ فينا إذا يوما نسيناكُمْ

 سبب غيابهم يعلمه الملك الوهاب، وللغائب حجته، ومهما طالت مدة الغياب أو قصرت، كانوا أحياء أو أمواتا، فإن الوفاء لهم حق وواجب. وفي غيابهم تكبر محبتنا لهم..   نذكرهم وندعو لهم، نقرأ صفحاتنا لوحدنا ونزينها بألوان الحنين إليهم..

وإننا لنطمع أن نجتمع بهم وبكم في الآخرة، ـ فقد أخرج ابن حبان بإسناد صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء)) قيل: من هم لعلنا نحبهم؟.  قال:  (هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس"، ثم قرأ: "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ".  يونس:62.ـ

وما ذلك على الله بعزيز.. ألا ما أجلّ وأسمى وأهنأ حياة عنوانها الحب في الله، فلتكن حياتنا كذلك، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحب فيه.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك. اللهم اجعلنا من المتحابين فيك، ومن المتواصلين فيك، ومن المتناصحين فيك، ومن المتباذلين فيك..  واجعلنا من الذين يجتمعون ويتفرقون على طاعتك، وسدد خُطانا وثبتنا على الإيمان يا كريم، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين. "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ".  والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق