صورة مهولة مفزعة..
إن الفساد الذي يصيب المؤسسات والهيئات والإدارات
والدول، منشؤه سوء اختيار الرجال، بحيث يُوسَّد الأمر إلى غير أهله، وهذا داءٌ قلّما
سَلِم المصابون به من آثاره السيئة وعواقبه الوخيمة. وقد عرف العرب قديما هذا الداء،
فقالوا: (اعط القوس باريها). وقال شاعرهم:
يا باري القوس بريا لست تحسنه.. لا تفسدنّها
وأعط القوس باريها
فكم من متهافت على الزعامة، متهالك عليها،
وهو ليس من أهلها ولا من طرازها، ولكن الغرور وعدم الإعتراف بالنقص قاد إلى ما لا تحمد
عقباه!!..
اختلال الأمور، انتشار الفوضى، انقلاب الأوضاع،
وخراب المجتمع.
حقّا إنها صورة مهولة مفزعة، تقشعرّ منها الأبدان،
وتبعث الرعب في النفوس، وتثير الخوف في القلوب، وتُشعِر باليأس في إمكان النجاة . .
إنها قيام الساعة.. وكفى بها هولا وفضاعة.
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا وُسِّدَ
ـ أسند ـ الأمر إلى غير أهله، فانتظروا الساعة". رواه البخاري.
فالنجاة .. النجاة ..لا بد من ترتيب الكفاءات، وإعطاء القوس باريها،
وإسناد الأمر إلى أهله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق