الاثنين، 25 مارس 2013

فهو أحق أن تشتري منه



حدث الأستاذ أبو الحسن الندوي رحمـه الله قال: "حدثني بعض الثقات المعمّرين الذين أدركوا عهد الأشراف في الحجاز، أن تجار مكة كانوا في ذلك العهد على جانب عظيم من المواساة لزملائهم، والنظر في مصالحهم، والإخلاص والإيثار لهم، قال: كان بعض التجار إذا أتاه زبون في آخر النهار، وقد باع ما يكفيه لقوت يومه، وما حدّده من الربح والوارد  ولم يكن زميله الجار سعيد الحظ في ذلك اليوم، قال له في لطف وهدوء: دونك هذا الدكان الذي هو بجواري تجد عنده ما تجد عندي، وقد لاحظت قلة الزبائن عنده هذا اليوم، فهو أحق أن تشتري منه"!.  الله أكبر .

فكن هكذا– أيها التاجر – يكثر الله مالك، ويضاعف أرباحك، وتكون عند الله من الأبرار، وعند الناس من الأخيار، وليكن نشيدك:
يا ليتني إذ أبيع الشيء يكسب فيه  المشتري الربح دينارا بعشرينا
أحبّ شيء إلى نـفسي مـعامــــــــلة       كسـب العميل فـنأتيه ويأتيــنا

اللهم وفق تجارنا للعمل بما يرضيك، واغننا– وإياهم - بحلالك عن حرامك، واكفنا – وإياهم– بفضلك عمن سواك..

شمِّر وكافح



إن القلوب إذا استولى اليأس عليها قنطت ولم تصل إلى مطلوبها، وإن الناس إذا تخاذلوا واستبعدوا الأمور، وقالوا هذا مستحيل، هذا لا يمكن، فلن يصلوا إلى غاية.

ولكن القلوب الحية والأُمَّة الواعية هي التي تقابل الفكرة الإصلاحية بالقوة والعزيمة الصادقة، والتصميم على الوصول إلى الغاية المطلوبة بالطريقة الشريفة الصحيحة، ما دامت تؤمن بصحة القصد، وسلامة السبيل.

فلا تكن ـ أخي، ولا تكوني أختي ـ من أولئك الذين يفرّون من وجه الحياة كلما نزل بهم خطب أو بلاء، أو تأخر لهم أمل أو رجاء.


شمّـــر وكافح في الحيـــــــاة فهذه دنياك دار تناحر وكـــــــــــــــــــــــــــفاح
وإذا ألح عليك خطب لا تهن واضرب على الإلحاح بالإلحاح
وخض الحياة وإن تلاطم موجها خوض البحّار رياضة السَبَّاح

الاثنين، 18 مارس 2013

ألم يكفنا ذلك؟



إن دعائم مجتمعنا مهددة بالضياع والإنهيار، إذا لم نأخذ على أيدي العابثين بقيم الأمة، المفسدين لأخلاقها.

الأمة لا تبني مجدها، ولا تنال عزتها وكرامتها بالإنقياد وراء الملذات، والإغراق في الشهوات. العزة لا تكون أبدا في البعد عن الله، والجرأة على انتهاك حرماته.
إن قولي هذا منشؤه قلقي ـ والخيّرين من هذه الأمة ـ على ما يرُى في مجتمعنا من منكرات وفواحش تهلك الحرث والنسل.

ألم يكفنا ما تعج به الشوارع والمؤسسات والحدائق والساحات من مظاهر الهتك والوقاحة في العري، وهي أسباب تغري بل تدعو إلى السقوط في أوحال الفساد؟.
ألم يكفنا انتشار الخمور والمسكرات، وتفاقم المخدرات، وتزايد عدد الملاهي والحانات، وما إلى ذلك من مظاهر الفساد؟.

ألم يكفنا ذلك وغيره، حتى أصبحنا نشاهد ونسمع من منابر اعلامية وثقافية في الفضائيات ألوانا من الكلمة والصورة الخبيثة التي تزين الفاحشة وتغري بالخلاعة والإباحية؟..

إنا نهيب بمن ولاهم الله أمر الأمة أن يمنعوا البلاء، ويحفظوا قيم الأمة ويصونوا الحياء، فإذا ذهب ذلك ـ لا قدر الله ـ فعلى أخلاق الأمة السلام، وعلى الأمة كلها السلام.

الخميس، 14 مارس 2013

:الجيش يتوقف من أجل طائر

أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة عشرة آلاف مقاتل من أصحابه، من أجل عصفورة كانت تطير فوق رأسه، تذهب وتعود. فقال صلى الله عليه وسلم: من فجع هذه بأفراخها، ردوا عليها أفراخها؟.
فقال أحد المسلمين: أنا يا رسول الله؟ . فردّ عليها أفراخها، وعادت إلى عشها.. 

إليكم نص الحديث: عن عبدالله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ومررنا بشجرة فيها فرخا حمرة، فأخذناهما، قال: فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصيح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من فجع هذه بفرخيها؟. قال، فقلنا: نحن. قال: فردوهما". رواه أبو داود والحاكم. و قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.


جاءت إليك حمامة مشتاقة ** تشكو إليك بقلب صب واجف
من أخبر الورقاء أن مقامكم ** حرم و أنك منزل للخائف


إنه صلى الله عليه وسلم صاحب خلق وذوق، لا يرضى أن يكون هناك خلل يعكر صفو الحياة، ولو كانت حياة طائر صغير. إنه الرحمة المهداة، والنعمة المسداة. صلوا عليه وسلموا..

الأحد، 10 مارس 2013

..تمشي على استحياء قالت..



وصف مِشية المرأة المسلمة وكلامها في أقل من نصف آية:

لنقرأ معا هذه الآية الكريمة على الصورة، والتي يتحدث الله فيها على تلك الفتاة التي جاءت بأمر من أبيها، تدعو الذي سقا لهما ـ موسى عليه وعلى نبينا السلام..

إنها تقدم نموذجاً متميزاً للمرأة المؤمنة، لما تذكر من صفاتها التي جعلتها مثلاً يحتذى على مر الزمان، وحسبها شرفاً أن الله أثنى عليها في كتابه، وارتضاها زوجاً لنبيه وكليمه صلى الله عليه وعلى نبينا.

لنقرأها مرة أخرى، قال تعالى: "فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا". القصص:25

لنسأل هذا السوال: هل الإستحياء متعلق بالقول أو المشي؟.

إن الذي يحدد ذلك هو الوقف والإبتداء.
فإذا قرأنا: "فجاءت إحداهما تمشي على استحياء". ووقفنا هنا، كان الوصف للمشي.. تمشى على استحياء.

أما إذا وقفنا عند قوله: "تمشي". ثم استأنفنا وقلنا:" على استحياء قالت إن أبي يدعوك..." يكون الوصف للقول. على استحياء قالت.. لم تخضع في قولها.

فالوقف والإبتداء يحدد المعنيين، فهي تمشي على استحياء، وتقول على استحياء.

وهذا ما يعرف عند أهل هذا العلم بوقف التعانق.. أو وقف المراقبة أو التجاذب، وهو يشار اليه في بعض المصاحف، بوضع ثلاث نقاط على حرفين في الكلمة، ويكون بين الوقفين مراقبة على التضاد بمعني: أن القارئ إذا وقف على أحدهما امتنع جواز وقفه على الاخر، فلا يصح للقارئ ان يقف على كل منهما. وقد أُختلف في مواضع هذا الوقف في القرآن الكريم فبعضهم قال سبعة مواضع، وبعضهم رفع العدد الى 35 (خمس وثلاثين) موضعا..

قال تعالى: " فجاءته إحداهما تمشي * على استحياء* قالت إن..".

هذه رسالة إليك أختي، والله يوفقني وإياك إلى ما يرضي الله..
 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق