أيها الأفاضل:
حقا أصبحنا ـ وإلى الله المشتكى ـ في زمن لا يدري
الواحد منا أيّ الأحداث يتابع، وأيّ المآسي ينازع، تعددت الجراح التي تفتّت كبد الحجر
قبل بني الإنسان، ولا يجد المؤمن الصادق بدّا من متابعتها، وإلقاء السمع إلى أحداثها، ولكن إن هي لحظة، حتى يرجع البصر
والفؤاد خاسئين كسيرين، وهما حسيرين.
كانت فلسطـين موّالا
لأمتــنا * ما بالها لم تعد للـناس مـوّالا؟
تعددت يا بني قومي مصائبنا * فأقفلت بابنا المفـتوح إقفـالا
كنا نعالج جرحا واحدا فغـدت * جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا
تعددت يا بني قومي مصائبنا * فأقفلت بابنا المفـتوح إقفـالا
كنا نعالج جرحا واحدا فغـدت * جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا
ها هي إسرائيل ترتكب جرائمها في وضح النهار، وتحت سمع العالم وبصره، لا تقيم وزنا لكل الشرائع والمواثيق والأعراف الدولية. حشدت قواها، وجمعت آلياتها، لم تراع شيخا كبيرا، ولا طفلا صغيرا، حوّلت ليل غزة إلى نهار بفعل القصف والنيران.
لمثل هذا يذوب القلب
من كمد * إن كان في القلب إسلام وإيمان
محنة مفجعة، وكارثة مروعة، تتعالى في جنباتها صرخات المستضعفين وصيحات المستنجدين التي لا تجد من يجيبها سوى دوي الإنفجارات وتتابع الصواريخ والطلقات، ولا زال الجرح ينزف على أرض الأقصى المبارك.
ولقد انكشفت عورة الأمم المتحدة والدول الغربية، وبانت سوأتها، عندما
ادّعت حقوق الإنسان. وها هي ذا تتفرّج على العدوان الإسرائيلي الغاشم..
إن المراسلين الصحفيين يصفون ما يجري هناك، من طائرات تصب جامّ غضبها
على الرّضيع والمريض والشيخ والمرأة والعجوز، والمدفعية تمطر حِمَمها فوق رؤوس العزل.
شهيدٌ تلو شهيد. والسؤال إلى متى؟.
مناظر حفرت معالمها في ثنايا التاريخ، بل في قلب كل مسلم، ملامح
سطّرتها أشلاء الرجال بألوان الدم القاني وجماجم الشهداء.
إنها مأساة يعجز اللسان عن تصويرها، ويخفق الجنان عند عرض أحزانها،
ويعيَى البيان عن ذكر مآسيها، فرحماك ربنا رحماك، واللهم سلم سلم.
إني أنادي والرياح عصيـــــبة
* والأرض جمــرٌ والديار ضِــــــــرام
يا ألف مليون ألا من سامـــع؟* هل من مجـيب أيها الأقـــــوام؟!
قد بُحّ صوتي من ندائكِ أمتي * هلا فتًى شاكي السلاح هُمام؟
يا ألف مليون ألا من سامـــع؟* هل من مجـيب أيها الأقـــــوام؟!
قد بُحّ صوتي من ندائكِ أمتي * هلا فتًى شاكي السلاح هُمام؟
حقا.. حقا إن المسلم الغيور لا يملك إلا أن يقول لإخوانه وأهله في الأرض المباركة فلسطين:
يا أحبتنا، عُذراً إن وجدتم من كثير من أبناء أمتكم التخاذل والتثاقل، لَكَم أحزننا ما أصابكم، ولكم أرَّقنا أنَّ أقصانا أسيرٌ بأيدي البغاة الطغاة، فصبراً صبراً أيها المجاهدون المرابطون.
اللهُ يعلمُ أننـا لا نرضـى يا غـــزة..
لكن... ما حيلة من طال عليه الهوان * وما لجرح بميت إيلام
.
اللهم ربنا عزَّ جارُك وتقدست أسماؤك, اللهم لا يردُّ أمرك، ولا يُهزم
جندك، سبحانك وبحمدك، اللهم انصر جندك وأيدهم في فلسطين وكل مكان، اللهم آمن
خوفهم، وفك أسرهم، ووحد صفوفهم، وحقق آمالنا وآمالهم وبارك في حجارتهم، واجعلها حجارة من
سجيل على رؤوس اليهود الغاصبين، اللهم اجعل قتلهم لليهود إبادة، واجعل جهادهم
عبادة.. اللهم احفظ دينهم وعقيدتهم ودماءهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، وطهر المقدسات
من دنس اليهود المتآمرين والمنافقين والمتخاذلين، اللهم فرج هَمّ المهمومين،
وفُكَّ أسر المأسورين والمعتقلين ،وكن لليتامى والأرامل
والمساكين، واشف مرضاهم ومرضى المسلمين ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب
علينا إنك أنت التواب الرحيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق