أحسب أن الصناع والتجار هم من أكثر الناس اعتمادا على الله وتوكلا عليه، فهم يفتحون محلاتهم مبكرين ابتغاء فضل الله.
فما احسنهم إذا كانوا أمناء صادقين!.
وما أسعدهم إذا كانوا لأعمالهم متقنين!.
ولا أحد أفضل منهم إن أحسنوا القصد!.
وإنه ليسعدني أن أذكرهم فأقول: اعلموا أيها التجار أن الأرزاق كالآجال مقررة عند الله ومقدرة، فلا تكون بالغش والحيل والخداع والكذب.
فهل الغاش يأتيه الغش برزق غير المقسوم له؟.
وهل الحالف بالكذب يأتيه الحلف بشيء سوى ما أراده الله له؟.
وهل قدرة التاجر أو الصانع تأتيه بغير ما كتب الله له؟.
ألا فاعلم أيها التاجر، ويا أيها الصانع: أنه لا يصيبك من الرزق إلا ما قضاه الله..
فإياك.. إياك من الغش والتدليس والكذب! فإن ذلك لا يكسبك إلا شكا في قضاء الله، ولا يفيدك إلا الخزي والعار في الدنيا والآخرة!
فوالله ما تقدم عامل خان في عمله!.
والله ما نحج صانع دلّس في صناعته!.
والله ما ربح تاجر غش في تجارته!!
فأوصيك.. أوصيك: لا تترك أخرتك من أجل دنياك، واعلم أنك إذا أمسيت تعبا من أجل السعي على عيالك، أمسيت مغفورا لك..
وهذه هديتي إليك يا أيها التاجر ويا أيها الصانع:
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول:
"ما من موضع يأتيني الموت فيه، أحب إلي من موطن أتسوق فيه لأهلي أبيع وأشتري".
وفقك الله، ورزقني وإياك الحلال..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق