الخميس، 13 فبراير 2014

قالت: لقد فسد الناس



 
 
إن المتلفّت إلى واقعنا يرى ظواهر كثيرة، تفشت بين بنات المسلمين وزوجاتهم اللاتي جرين وراء التقليد الأعمى، وانخرطن في تيار الإباحية دون وازع من دين أو حياء، ولا داعي هنا لذكر الأمثلة ــ ونحن نتحدث عن الحياء- وأصل البلاء كله موت خلقين أساسين: الغيرة والحياء، الغيرة في الرجل. والحياء في المرأة.  

   وفـي ذا المقام، أذكر قصة تاريخية خالدة، ليعرف أهل الحمـية والغيرة والحياء من الرجال والنساء، أخلاق السلف الصالح رضوان الله عليهم 
.
  إنها قصة الزبير بن العوام رضي الله عنه، مع زوجته عاتكة بنت زيد بن عمر بن قيس، وكانت امرأة جميلة، وكان الزبير يغار عليها، وكانت تحرص على أن تصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأراد الزبير بحكم الغيرة أن يمنعها من الصلاة، فقالت له:  
 كيف تمنعني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"؟.  
 فاضطرّ أن يأذن لها في الخروج إلى الصلاة، لكنه ترصّد لها ذات صباح وهي سائرة في الطريق، فلما مرت أمامه وقد اختبأ، جاء فلمس جزءا من ظهرها بيده، فما كان منها إلا أن استغفرت واستعاذت واسترجعت ثم عادت من الطريق إلى البيت، ولم تذهب إلى المسجد، وانتظر الزبير يوما ويومين فوجدها لا تخرج، فقال لها:   
لم لا تخرجين إلى الصلاة في المسجد كما كنت تخرجين يا عاتكة؟.
فقالت له: لقد فسد الناس!.  الإصابة لابن حجر العسقلاني   

  وبعد، لعل في هذه القصة درس وعظة لمن يريد ذلك، وأستغفر الله لي ولكم.  

    اللهم احفظنا في أنفسنا وفي زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا، فأنت خير الحافظين. اللهم أصلح نساء المسلمين، وجنّبهن التبرج والسفور، اللهم جنّبهن منكرات الأخلاق والأسواق والأفـراح والأقراح، واجعلهن من المسلمات القانتات يا رب العالمين، اللـهـم وأصلح أحوال المسلمين أجمعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق