السبت، 15 فبراير 2014

يا صديقي




لا تعوِّل على المصحف وحده عند ما تريد حفظ القرآن، وحتي إن كنت مثقفا..

كلا.. لا بد لك من معلم حافظ ثقة، أقول هذا وإن كنت اعلم أن بعض المصاحف قد أزالت بعض الغموض عن قراءة كثير من الكلمات، بما حمله الضبط..

لأنني أعلم أنك ستفاجأ ـ يا صديقي ـ برسم كلمات خرجت عن الرسم القياسي، خذ مثلا: (سندع ـ لنسفعاً) في سورة العلق. بل كيف تنطق بفواتح السور الكريمة: (كهيعص ـ طسم ـ حم عسق ..)

إلى غير ذلك من طرق الأداء الخفية كالقلقلة والإظهار والإخفاء والروم والإشمام، وما إليهم.. فلا بد من سماعها شفويا..

وإني على يقين أن هذا سهل ويسير على من يسره الله عليه..

وأخيرا اعلم ـ أيها المبارك ـ أن حفظ القرآن يشمل الصوت أيضا، فهو محفوظ بصوته وموسيقاه، فمن جوّده ورتله حصل له الشرف بتحقيق هذا الوجه، ونال الخيرية التي أخبر بها من ختاما عليه ٌقول: صلى الله عليه وسلم.

الخميس، 13 فبراير 2014

قالت: لقد فسد الناس



 
 
إن المتلفّت إلى واقعنا يرى ظواهر كثيرة، تفشت بين بنات المسلمين وزوجاتهم اللاتي جرين وراء التقليد الأعمى، وانخرطن في تيار الإباحية دون وازع من دين أو حياء، ولا داعي هنا لذكر الأمثلة ــ ونحن نتحدث عن الحياء- وأصل البلاء كله موت خلقين أساسين: الغيرة والحياء، الغيرة في الرجل. والحياء في المرأة.  

   وفـي ذا المقام، أذكر قصة تاريخية خالدة، ليعرف أهل الحمـية والغيرة والحياء من الرجال والنساء، أخلاق السلف الصالح رضوان الله عليهم 
.
  إنها قصة الزبير بن العوام رضي الله عنه، مع زوجته عاتكة بنت زيد بن عمر بن قيس، وكانت امرأة جميلة، وكان الزبير يغار عليها، وكانت تحرص على أن تصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأراد الزبير بحكم الغيرة أن يمنعها من الصلاة، فقالت له:  
 كيف تمنعني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"؟.  
 فاضطرّ أن يأذن لها في الخروج إلى الصلاة، لكنه ترصّد لها ذات صباح وهي سائرة في الطريق، فلما مرت أمامه وقد اختبأ، جاء فلمس جزءا من ظهرها بيده، فما كان منها إلا أن استغفرت واستعاذت واسترجعت ثم عادت من الطريق إلى البيت، ولم تذهب إلى المسجد، وانتظر الزبير يوما ويومين فوجدها لا تخرج، فقال لها:   
لم لا تخرجين إلى الصلاة في المسجد كما كنت تخرجين يا عاتكة؟.
فقالت له: لقد فسد الناس!.  الإصابة لابن حجر العسقلاني   

  وبعد، لعل في هذه القصة درس وعظة لمن يريد ذلك، وأستغفر الله لي ولكم.  

    اللهم احفظنا في أنفسنا وفي زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا، فأنت خير الحافظين. اللهم أصلح نساء المسلمين، وجنّبهن التبرج والسفور، اللهم جنّبهن منكرات الأخلاق والأسواق والأفـراح والأقراح، واجعلهن من المسلمات القانتات يا رب العالمين، اللـهـم وأصلح أحوال المسلمين أجمعين.

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

يا أصحاب الأفكار الخاطئة






هل يعلم الحاقدون على الشريعة الإسلامية أن المرأة قد تساوي الرجل في الميراث، بل قد تأخذ أكثر منه أحيانا!!

  
نعم ذلك كائن عندما تعلم الشريعة الإسلامية قلة ضمانها وضآلة كفالتها، إنه التقرير الدقيق للشريعة ليجعلها في مأمن من الحاجة، إن كان هؤلاء يعلمون.

  
وهناك أمثلة كثيرة، ولكن للبيان أذكر مثالين ليتضح المقال:
المثال الأول:
  
لو مات رجل وترك: أما، وابنتين، وأخا، وترك مثلا: (24000دينارا). لكان نصيبهم كالتالي:
الأم: الثُمن، أي: (3000د)
البنتان: الثلثين، أي: (16000) لكل واحدة منهما:(8000).
الأخ: الباقي، وهو (5000)..
هل رأيتم ان البنت هنا قد أخذت أكثر من الأخ ما نسبته 150%.

المثال الثاني:
   
لو مات رجل وترك ابنتين، وأما، وترك مثلا: (24000دينار).
يأخذ كل من الأب والأم السدس، أي (4000د) لكل واحد منهما.
أما البنتان فلكل واحدة منهما الثلث، أي لكل واحدة: (8000د).
أرأيتم هنا أن البنت قد أخذت (200%) من الميراث.

 
فيا أيها الحاقدون، ويا أصحاب الأفكار الخاطئة، ويا من تنتقدون أحكام المواريث:

  
اعلموا أنه ليس كل ما ورد في الشريعة من توريث المرأة نصف الرجل أمرا عاما وفي كل الأحوال، إنما هو في حالة معينة، كحالة الإخوة والأولاد..

  
وتذكروا أن الله سبحانه وتعالى قال: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين". من الآية 11من سورة النساء، ولم يقل: يوصيكم الله في الوارثين للذكر مثل حظ الأنثيين.

  
فراجعوا اوراقكم إن كنتم عاقلين، والله يهديني وإياكم إلى الصراط المستقيم ويغفر لي ولكم وللمسلمين أجمعين.

الاثنين، 10 فبراير 2014

انظر وانظري رحمك الله إلى هذا الموقف الجليل لأسماء رضي الله عنها



  
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت:  
"كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي؛ فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عيله وسلم- وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ الأَنْصَارِ فَدَعَانِي، ثُمَّ قَالَ: «إِخْ إِخْ»؛ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عيله وسلم- أَنِّي قَدْ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ" رواه البخاري.  

نعم.. انظر وانظري رحمك الله إلى هذا الموقف الجليل لأسماء رضي الله عنها:  
إنها أبت أن تركب مع الرسول عندما تذكرت غيرة الزبير، وذلك حفاظًا على مشاعره رضي الله عنه، مع أن الذي ستركب معه هو خير البرية، والذي لا يوجد أدنى شك فيه.  
فآثرت أن تمشي هذه المسافة الطويلة، وتتحمل المشاق الجسيمة؛ حفاظًا على شعور زوجها!. نعم إنها قدّرت غيرة الزبير..  
وانظر وانظري إلى غيرته عندما قال: "والله لحملك النوى أشد علي من ركوبك معه". ذلك هو الرجل، وإلا فلا.. نعم هي كذلك غيرة وليست أنانية، وهي التي نريدها.  

على عجل قلت هذا، والله يغفر لي إن أخطأت، ويرحم الله أسماء ورضي عنها، ويرزق بناتنا وأخواتنا ونساءنا الإقتداء بسيرتها.. والحمد لله رب العالمين..
 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق