قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم
رحمهما الله: "لتتبعن سَنَن من قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر
ضبّ لدخلتموه، قالوا يا رسول الله:
اليهود
والنصارى؟ . قال فمن".؟
وقال أيضا: "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرا بشبر
وذراعا بذراع، قيل يا رسول الله كفارس والروم؟. قال: ومَنِ الناس إلا أولئك؟".
نعم .. للأسف الشديد، إننا نرى فئاما من الشباب يتشبّهون بالكفار في لباسهم
وسلوكهم وفي عاداتهم وأعيادهم، وربما تميل نفوسهم إلى حبّهم والإعجاب بهم!.
فما نشاهد من فعل بعض الشباب من حلق بعض الشعر وترك البعض، وذلك هو القزع
الذي نُهي المسلم عن فعله، ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري، عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع، قال عبيد الله،
قلت وما القزع؟. فأشار لنا عبيد الله قال:
إذا حُلق الصبي، وترك هاهنا شعره، وهاهنا وها هنا، فأشار لنا عبيد الله إلى ناصيته
وجانبي رأسه...
تعريف القزع:
قال في تاج العروس: القَزَع - محركة -: قطع من السحاب رقاق، كأنها ظل، إذا
مرت من تحت السحابة الكبيرة. الواحدة:
قزعة، ومنه
حديث الاستسقاء:
"وما
في السماء قزعة"؛ أي: قطعة
من الغيم.
وقيل: القزع، السحاب المتفرق، وما في
السماء قزعة؛ أي: لطخة غيم.
ثم قال: ومن المجاز: القزع: أن يحلق
رأس الصبي، ويترك مواضع منه غير محلوقة؛ تشبيهًا بقزع السحاب، ومنه الحديث: "نهى عن القزع"؛ يعني: أخذ
بعض الشعر وترك بعضه..
والناظر في أحوال بعض الشباب يجد أن لهم في ذلك طرائق شتى، فمن الشباب من
يحلق بعض رأسه من أسفل، ويجعل باقي الشعر على شكل دائرة ويحلق ما تحته، ومنهم من
يجعل في وسط الرأس خطاً يبدأ من ناحيته إلى مؤخرة رأسه، كما أن هناك هي تسريحات
كثيرة ، يدخل بعضها في "القزع" – كتسريحة "المارينز" أو غيرها
فتمنع لسببين القزع، والتشبه بالكفار -، وبعضها لا قزع فيه غير أنه يختص بالكفار
كنصب بعض الشعر وسبل الآخر، أو ما شابه ذلك . وهذا كله داخل في النهي، ويدخل في
معنى القزع عدة صور نذكر منها:
1ـ حلق الرأس غير مرتب، بأن يحلق من مواضع، وهذا
لا ريب في كراهته. وهو مشوه أيضاً.
2ـ أن يحلق وسطه ويترك جوانبه.
3-
أن يحلق جوانبه
ويترك وسطه.
4ـ أن يحلق الناصية فقط ويترك القفا.
5ـ أن يحلق القفا منفردا عن الرأس بلا
حاجة.
فإن حلق لحجامة أو غيرها زالت الكراهة. قال المروزي:
"سألت أبا عبد الله عن حلق القفا، فقال: هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو
منهم". المغني" (1/125).
وحكم القَزَع: مكروه، إلا إذا كان على
وجه التشبه بالكفار فهو محرّم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ
بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» . أخرجه أبو داود
اعلم ـ أُخَيَّ ـ إن أمثال هؤلاء إنما يعملون ذلك تقديرا لغيرهم، وحبًّا في
الجري وراءهم، مندفعين بعامل خفيّ، يمكن أن يفسّره علماء النفس والإجتماع بعقدة النقص،
أو عقدة الإحساس بالضعف، ضعف الشخصية ومحاولة تكميلها بما يظنونه كمالا، حين
يتشبهون بالأقوياء.. حقا:
إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها .. هوانا
بها كانت على الناس أهونا
فيا
أيها الشاب: إن كنت تبحث عن الجمال فإياك والقزع؛ فإنه يشوه المنظر، ويوحي بالفراغ
الروحي العلمي والأدبي.. ويحمل إيحاءات ودلالات سيئة عنك وعن توجهك.. واعلم أنك من أمة متميزة في دينها وقيمها وأخلاقها، معتزة بما آتاها
الله من فضله، فخورة بدينها الإسلام، ونبيها محمد عليه الصلاة والسلام.
فاللهم اهدنا واهد شبابنا إلى ما تحبه
وترضاه. وجنبنا وإياهم منكرات الأخلاق والأهواء
والأدواء، واغفر لنا ولهم ولجميع المسلمين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق