السبت، 10 أغسطس 2013

قيل يا رسول الله: وما الرويبضة؟


قيل يا رسول الله: وما الرويبضة؟.

قال: "السفيه يتكلَّم في أمر العامّة". رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

إيهٍ.. نعم.. يا رسول الله: لقد اختلطت مصادر التلقي عند الناس، حتى تحوّل الصَّحفيُّ إلى مشرّع، وأصبح السياسي مرجعية دينية، وصار العامي مفتيا وفقيها.

 

فهل بعد هذا يسأل سائل، كيف بدأ النقض لعُرى الإسلام، والتشكيك في المسلَّمات والأصول؟.

 

وما كان ما كان، إلا بدعوى المعقول، أو المصلحة، أو الضغط الحضاريّ، وحرية الكلمة، وأصبحت الساحة العلمية مباحة لكل من هب ودب، يصول فيها ويجول، ألا إنها السنين الخداعة التي نطق فيها الرُّوَيْبِضة. كما أخبرنا بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام قبل مئات السنين..

 

أصرخ بأعلى صوتي قائلا: ألا إن الأمة اليوم بحاجة إلى معرفة من هو المؤهل لأن يُسأل، وليس كل من تكلم في الدين أهل لأن يُسأل، فهل أنتم تسمعون؟..

 

قال ابن سيرين رحمه الله، كما في مقدمة صحيح مسلم: "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".

 

وقال ابن القيم رحمه الله: "وقد رأى رجلٌ ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن يبكي، فقال: ما يبكيك؟.

فقال: استُفتِي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال: ولَبعض من يفتي ها هنا، أحق بالسجن من السُّرَّاق".


أقول: كيف لو رأى ربيعة زماننا هذا، وإقدام من لا علم عنده على الفتيا، وتوثّبه عليها، ومد باع التكلف إليها، اللهم إليك المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بك.



نسأل الله جل وعلا أن يرحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يعصمها من إضلال المضلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق