الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

خطف الأطفال.. حوادثُ تهز المجتمع من هولها





     إنه لمن دواعي الحزن والأسى ما نسمعه اليوم ونقرؤه في وسائل الإعلام من خطف أطفال أبرياء، جاءوا إلى هذه الحياة ليملأوها بابتسامتهم البريئـة، وحركاتهم الوديعة، إنهم فلذة الأكباد، ومبلغ الفرح والأنس في الحياة..

    ولكن بعض الأيادي الآثمة والقلوب الفاجرة لتمتدّ إليها بالخطف، ولربما بالقتل.. ظاهرة مقيتة غريبة على مجتمعنا، لم نسمع بها من قبل، ولم نشاهدها في الماضي، ولا أجد أحسن من جواب يعقوب عليه السلام: "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ". يوسف:18 . .
    حقا.. إن اختطاف الأطفال أمرٌ مروّع ومؤلم لأي إنسان يملك مثقال ذرة من عقل وإيمان.. أيعقل أن يوجد بين أظهرنا من هو أشد من الذئاب في افتراسها؟!. إن من يحمل هذا القلب الأسود على أبناء وأخوات المؤمنين ليس له الحقّ في أن يعيش بيننا، بله لا حقّ له في الحياة.  .
    هؤلاء إخوة يوسف عليه السلام اختطفوه، ولكن هل قُتل؟، هل فُعل به الأفاعيل؟.
    إنه ضمير واحد جعلهم يرتعشون لهول ما هم مقدمون عليه، واقترح حلاً يريحهم من يوسف، ويخلي لهم وجه أبيهم، قال تعالى:: "قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ" يوسف:10.
     وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقف يوم فتح مكة عشرة آلاف مقاتل من أصحابه، من أجل عصفورة كانت تطير فوق رأسه، تذهب وتعود، وقال غاضبا مستنكرا: من فجع هذه بأفراخها، ردوا عليها أفراخها؟. فعبدالله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ومررنا بشجرة فيها فرخا حمرة، فأخذناهما، قال: فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصيح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من فجع هذه بفرخيها؟. قال، فقلنا: نحن. قال: فردوهما". رواه أبو داود والحاكم. و قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. .
     يا لروعة هذه القيم والأخلاق: "من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها"..
   إيهٍ .. يا رحمة الله المهداة، رحمةٌ وسعت حتى شملت البهائم والطيور..   

   هل صُمَّ عنها قلب هذا الأعوج الأهوج؟؟ .. .
     إن ما يحدث بيننا من خطف الأطفال الأبرياء من حين إلى آخر على أياد آثمة فاجـرة لا تخشى الله ولا ترعى في مؤمن إلا ولا ذمة، لجرمٌ تقشعر له الأبدان وتنخلع له القلوب، وإن هذا الذي يقوم بهذا العمل الآثم لجرثومة وورم خبيث ينهش جسم المجتمع، ينبغي استئصاله قبل أن يستشري الداء فيعز الدواء وذلك بتفعيل عقوبة الإعدام أو القصاص التي أمر بها الله عزّ وجل لردع المجرمين. قال تعالى: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" المائدة/33 . .
      ويا أيها الآباء والأمهات: إن أولادكم هم فلذة أكبادكم، وأمانة إئتمنكم الله عليها، فحافظوا على الأمانـة وارعوها حق الرعاية، راقبوهم ولا تغفلوا عنهم، تحسّسوا أخبارهم، وتفقدوا أحوالهم، واعلموا أنكم عنهم مسؤولون..  

    اللهم يا رب يوسف، يا من رددت يوسف إلى أبيه، رُد من اختطف إلى ذويه، وأفرحهم بعودته إليهم سالما، اللهم وآمنا في أوطاننا، وأصلح ما فسد من أحوالنا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر على أولئك الظالمين، والعاقبة الحسنة للمتقين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق